ما هي الإسعافات الأولية النفسية؟

تشير الإسعافات الأولية النفسية إلى مجموعة من المهارات والمعرفة التي يمكن استخدامها لمساعدة الناس الذين هم في محنة، ويمرّون في أوقات صعبة، على الشعور بالهدوء والقدرة على التعامل مع الوضع الصعب، وتقليل أعراض التوتر وردود الفعل، والمساعدة على التعافي الصحي وتخطّي هذه الأوقات، بما فيها حدث صادم أو كارثة طبيعية أو طوارئ صحية عامة أو حتى أزمة شخصية أو هجرة قسرية.[١]



الإسعافات الأولية النفسية ليست علاجًا نفسيًا تقليديًا.





تذكّر:

الضيق العاطفي ليس دائمًا مرئيًا مثل الإصابة الجسدية، ولكنه مؤلم ومنهك تمامًا.




الهدف من الإسعافات الأولية النفسية

تهدف إلى:[١]

  • التعامل مع الاحتياجات الأساسية للفرد، وتقليل من الضيق النفسي، من خلال توفير رعاية تبعث على الراحة، وتثقيف حول ردود الفعل الإجهاد الشائعة.
  • تعزيز المرونة وخلق بيئة من السلامة، والهدوء والراحة، والترابط، والتمكين الذاتي، والأمل.
  • تمكين الفرد من خلال دعم نقاط القوة وتشجيع مهارات التأقلم التي يمتلكها.
  • توفير اتصالات بشبكات الدعم الطبيعية، والإحالات إلى الخدمات المهنية عند الحاجة.


من يحتاج إلى الإسعافات الأولية النفسية؟

يمكن أن تساعد الإسعافات الأولية النفسية الجميع، بما فيهم الأطفال والمراهقون والبالغون وكبار السن والعائلات والمجتمعات الذين تعرضوا لصدمة أو حادث طارئ، والذين تظهر لديهم ردود الفعل بشكل مختلف، وفي فترات زمنية مختلفة أثناء وبعد الحادث، وقد تتضمن ما يلي:[١]

  • الارتباك.
  • الخوف.
  • مشاعر اليأس والعجز.
  • مشاكل النوم.
  • ألم جسدي.
  • القلق.
  • الغضب.
  • الحزن.
  • الصدمة.
  • العدوانية.
  • الانسحاب.
  • الشعور بالذنب.
  • اهتزاز الإيمان الديني.
  • فقدان الثقة بالنفس أو بالآخرين.



تذكّر:

يتفاعل الناس مع الأزمات بطرق مختلفة وفي أوقات مختلفة، أي أنّ بعض الأشخاص يمكنهم إدارة شؤونهم بأنفسهم، ولا يحتاجون إلى مساعدة.



أين تُستخدم الإسعافات الأولية النفسية؟

تم تصميم الإسعافات الأولية النفسية لتكون بسيطة وعملية بحيث يمكن استخدامها في أي مكان يمكن العثور فيه على الناجين من الصدمات، في الملاجئ والمدارس والمستشفيات والمنازل الخاصة وأماكن العمل والأماكن المجتمعية، بما يحفظ سرّيّة المعلومات وكرامة المُستَفيد.[١]



متى تُقَدَّم الإسعافات الأولية النفسية؟

يحتاج معظم الناس الإسعافات الأولية النفسية أثناء أو بعد فترة وجيزة من الأزمة، وقد يحتاج آخرون الإسعافات في وقت لاحق من الحدث، أي بعد أسابيع أو شهور أو حتى سنوات، وفي أي وقت يستذكرون فيه الحدث المؤلم، كالذكرى السنوية له، أو المرور بموقف شبيه، أو موقف يذكّرهم به.[٢]


من يستطيع تقديم الإسعافات الأولية النفسية؟

يمكن لأي شخص يمتلك المهارات التي تُمَكّنه من مساعدة الآخرين الذين تعرضوا لحدث مؤلم للغاية أن يُقدّم الإسعافات الأولية النفسية، كالمتطوعين والمستجيبين الأوائل للحدث، إذ لا تعتمد الإسعافات الأولية النفسية على الخدمات المباشرة التي يقدمها متخصصو الصحة العقلية، بل تعتمد على المهارات التي يمتلكها معظمنا بالفعل، بما فيها:[٢]

  • كيفية تقييم الموقف، ومعرفة ردود الفعل الشائعة للأزمات.
  • كيفية الاقتراب من شخص في محنة وتهدئته.
  • حسن الاستماع، وتقديم المساعدة دون حُكم.
  • كيفية تقديم الدعم العاطفي والمساعدة العملية والتعامل مع الاحتياجات الفورية لشخص ما.



انتبه:

رؤية أو سماع شيء مخيف يمكن أن يؤدي إلى الضيق، تأكّد من مرونتك النفسية وقدرتك على مواجهة ذلك.




كيف تُقَدّم الإسعافات الأولية النفسية؟

تعتمد الإجراءات التي تتخذها في الإسعافات الأولية النفسية على موقف واحتياجات الأشخاص الذين تساعدهم، وبشكل عام تتضمن 3 إجراءات أساسية، هي: ابحث، استمع، اربط.[٣]


ابحث عن:

  • معلومات عن الحدث.
  • من يحتاج المساعدة.
  • مخاطر السلامة والأمن.
  • الإصابات الجسدية.
  • الاحتياجات الأساسية الفورية.
  • ردود الفعل العاطفية.
  • قيّم الاحتياجات والمخاوف.


استمع إلى كيفية المساعدة:

  • الاقتراب من الشخص.
  • التعريف بالنفس.
  • الانتباه وحُسن الاستماع للاحتياجات والمشاكل.
  • تقبّل مشاعر الآخرين.
  • تهدئة الشخص المصاب بالضيق.
  • سؤال الشخص عن الاحتياجات والاهتمامات.
  • مساعدة الشخص على إيجاد حلول فورية.
  • الاستماع إلى الشخص دون الضغط عليهم للتحدث.
  • إراحة الشخص ومساعدته على الشعور بالهدوء.


ساعد الشخص واربطه مع الجهات المناسبة:

  • مساعدة الشخص على التواصل مع الأحباء والدعم الاجتماعي.
  • مساعدة الشخص على الوصول إلى الخدمات والمساعدات الأخرى.
  • مساعدة الناس على تلبية الاحتياجات الأساسية، كالغذاء والماء، والمعلومات.



على الرغم من أن الإسعافات تنطوي على أن تكون متاحًا للاستماع إلى قصص الناس، إلا أن الأمر لا يتعلق بالضغط عليهم وإجبارهم على التحدث عن تفصيل الحدث، ومشاعرهم وردود أفعالهم تجاه حدث ما.



الإسعافات الأولية النفسية للأطفال

يواجه الأطفال بعض المخاطر والتحديات التي تشبه تلك الموجودة لدى الكبار، بالإضافة إلى تحديات خاصة بهم، تشمل الخسارة أو الانفصال عن الوالدين ومقدمي الرعاية،

وإساءة معاملة الأطفال واستغلالهم، وبما أنّ ردود أفعال الأطفال تختلف حسب عمرهم، وأنهم لا يفهمون أو يتفاعلون مع الأحداث المجهدة كما يفعل الكبار، فيمكن أن يختلف التواصل معهم، ولذا يجب أن يستند العلاج إلى الوعي بكيفية تفاعل الأطفال في حالات الطوارئ.[٤]


هناك بعض العلامات العامة في سلوك الطفل تدل على أنه في ضائقة، منها:[٤]

  • أعراض جسدية تتمثل في الشعور بعدم الراحة، مثل الارتعاش، والصداع، وفقدان الشهية، والآلام.
  • البكاء الشديد دون توقف.
  • الاستياء والذعر.
  • العدوانية وإيذاء الآخرين.
  • التصرفات غير المعتادة.
  • التمسك بمقدم الرعاية دون تركه.
  • الارتباك والخوف الشديد.
  • الهدوء الشديد على غير العادة.
  • الاختباء والابتعاد عن الآخرين.
  • عدم الاستجابة أو التحدث.



مثل البالغين، يتأقلم بعض الأطفال جيدًا مع التجارب الصعبة، ومع ذلك، يمكن أن يكون التأقلم أفضل عندما يتلقى الأطفال الدعم المناسب في مرحلة مبكرة.



متى يحتاج الشخص إلى خدمات نفسية متخصّصة؟

إذا كانت ردود الفعل العاطفية قوية جدًا لدرجة أنها تؤثر على الطريقة التي يعيش بها الشخص حياته اليومية، واستمر هذا لأكثر من عدة أيام قليلة، فيجب إحالة المتضرر إلى متخصص في الصحة العقلية، تتضمن العلامات:[٣]

  • الارتباك وصعوبة النوم لأكثر من أسبوع.
  • الحزن الشديد لدرجة أنه غير قادر على عيش حياته، أو الاعتناء بنفسه ومن حوله
  • التهديد بإيذاء النفس أو الآخرين.
  • فقدان السيطرة وصعوبة التصرف.
  • البدء في تعاطي المخدرات و / أو الكحول.
  • وجود اضطراب نفسي أو تناول الأدوية النفسية قبل الصدمة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What is Psychological First Aid (PFA)?", Phoenix Australia, Retrieved 14/6/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Psychological first aid: Guide for field workers", WHO, Retrieved 14/6/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "A Short Introduction to Psychological First Aid", PS Center, Retrieved 14/6/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Psychological first aid for children", Children in emergencies, Retrieved 14/6/2023. Edited.