كثيرًا ما يلجأ الناس إلى الوَصفات الطبيعية كخيار علاجي لخلل الهرمونات، وعلى الرغم من كونها شائعة الاستخدام منذ آلاف السنين إلا أنه لا يوجد ما يكفي من الدّراسات لإثبات استمرار فعاليّتها في علاج الاضطّرابات الهُرمونيّة، إذ إنّ موازنة الهرمونات عملية معقدة وتستغرق وقتًا أطول للعودة إلى مستوياتها الطبيعية.[١][٢]


وصفات طبيعية لعلاج خلل الهرمونات

تشمل الوَصفات الطبيعية التي يشيع استخدامها لتقليل الأعراض المرتبطة بالاختلالات الهرمونية كلًا مما يلي:


إضافة زيت جوز الهند للوجبات

يحتوي زيت جوز الهند (Coconut Oil) على أحماض دهنية مفيدة جدًا للصحة، والتي تُوفر اللبنات الأساسية للهرمونات، كما تُساعد على تقليل الالتهاب داخل الجسم، وللحصول على فوائد زيت جوز الهند يُنصح باستهلاك 1 - 2 ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند البكر 100% يوميًا، كما يمكن إضافته إلى تتبيلة السلطة، أو العصائر، أو استبدال زيت الطهي به.[٣]


تناول الأفوكادو

يشتهر الأفوكادو بكونه أحد أكثر الفواكه صحةً في العالم؛ فهو غني بالدهون والألياف الصحية، ويُساعد على تحقيق التوازن الهرموني، كما ويُحسّن من صحة القلب، من جهةٍ أخرى يحتوي الأفوكادو على العديد من السعرات الحرارية، الأمر الذي يستوجب تناوله باعتدال، ويمكن أن يكون تناول ربع حبة أفوكادو يوميًا أمرًا مفيدًا للصحة.[٤]


تناول لبن الزبادي

وفقًا لبحث نُشر في مجلة الغذاء الطبي (Journal of Medicinal Food) عام 2014، فإن إنتاج العديد من الهرمونات يتم فعليًا بمُساعدة البكتيريا النّافعة الموجودة في الأمعاء (البروبيوتيك)، ويُعد الزبادي مصدرًا غنيًا بالبروبيوتيك الذي يمكن أن يُساعد على إصلاح بطانة الأمعاء وموازنة الهرمونات، ويُنصح باستهلاكه يوميًا.[٥][٣]


شرب الشاي الأخضر

تُشير الأبحاث إلى أن شرب الشاي الأخضر قد يزيد من حساسية الإنسولين، ويُقلل بذلك من مستويات الإنسولين لدى كل من الأشخاص الأصحاء وأولئك الذين يعانون من حالات مقاومة الأنسولين كالسمنة ومرض السكري، ونظرًا لأن الشاي الأخضر له فوائد صحية أخرى إلى جانب قدرته على تحسين استجابة الإنسولين فقد يرغب الكثيرون في شربه يوميًا.[٦]


تناول بذور حبة البركة

لا تزال الدراسات قائمة لمعرفة التأثيرات الوقائية والعلاجية لبذور حبة البركة (Nigella Seeds) على الإناث المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (Polycystic Ovarian Syndrome - PCOS)، وتتميز بذور حبة البركة برائحتها المُميّزة التي تجعَل من إضافتها إلى الخبز والسلطات والأطباق الأخرى أمرًا جيّدًا، وفي حين أن استخدام البذور الكاملة في الطهي يمكن أن يكون صحيًا ولذيذًا إلا أنه قد لا يمنح الفوائد ذاتها.[٧]


شرب شاي عشبة الأشواغاندا

الأشواغاندا (Ashwagandha) واحدة من أهم الأعشاب التي يمكن أن تُساعد على التعامل مع اختلال التوازن الهرموني، وتكمن فائدتها في المساعدة على تخفيف التوتر والقلق، وهما أحد الأسباب الرئيسية لاختلال التوازن الهرموني، كما تُعالج الأشواغاندا أيضًا اختلال توازن هرمون الغدة الدرقية عن طريق تحفيز نشاط هرمون الغدة الدرقية.[٣]


تناوُل عُشبة الكوهوش السوداء

تُشير بعض الأدلة إلى أن جذور الكوهوش السوداء (Black Cohosh) تدعم مستويات هرمون الإستروجين الصحية، وتُعد خيارًا جيدًا لاضطرابات ما قبل انقطاع الطمث، ومشاكل انقطاع الطمث كالهبات الساخنة والتعرق الليلي، كما أنها تستخدم لتخفيف الاكتئاب والتشنجات والتهابات الرحم.[٨]


تناول الأسماك الدهنية

يؤدي تناول الأسماك إلى تحسين الاتصال الهرموني والإدراك والمزاج؛ إذ تُعد الأسماك مصدرًا غنيًا بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي توفر اللبنات الأساسية اللازمة لإنتاج ووظيفة الهرمونات المسؤولة عن إبطاء الالتهاب وأعراض سن اليأس، كما أنها فعّالة في الحد من الالتهاب ومكافحة العدوى، وتشمل خيارات الأسماك التي يُنصح بتناولها كلًا من السلمون، والماكريل، والسردين، والتونة الباكورية، والرنجة، وسمك السلمون المرقط، وفي حال كانت المرأة التي تُعاني من اضطّرابات الهُرمونات تتبع نظامًا غذائيًا نباتيًا فلا يزال بإمكانها إضافة أوميغا 3 إلى نظامها الغذائي اليومي عن طريق إضافة بعض الخيارات كبذور الشيا، وزيت الطحالب، وبذور القنب، والجوز، وبذور الكتان.[٩]


نصائح مُهمّة

بالإضافة للمكملات الطبيعية المذكورة أعلاه، قد تُساعد مجموعة من النصائح والإرشادات على إعادة توازن الهرمونات، وتشمل ما يلي:

  • الحد من تناول السكريات المعالجة والكربوهيدرات المكررة كالكعك، والمعجنات، والحلوى، والمشروبات الغازية، والتي يؤدي الإفراط في تناولها إلى مقاومة الإنسولين، وزيادة إنتاج هرمون التستوستيرون.[٢]
  • إدارة الإجهاد والتوتر والذين يزيدان من إنتاج الكورتيزول، ويبطئا من هرمون البروجسترون، الأمر الذي يساهم في حدوث عدد من الاختلالات الهرمونية.[٢]
  • الحصول على القدر الكافي من النوم والذي يتراوح بين 7 - 8 ساعات كل ليلة؛ إذ يمكن أن يكون قلة النوم أو اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي من أسوأ العادات التي تساهم في اختلال التوازن الهرموني.[١٠]
  • المحافظة على النشاط البدني المنتظم والذي يُقلل بدوره من مخاطر مقاومة الإنسولين، ومتلازمة التمثيل الغذائي، ومرض السكري من النوع الثاني.[١١]


ما يجب تجنبه

يوصي الأطباء بتجنّب بعض الأمور التي من شأنها أن تلحق الضرر بمستويات الهرمونات وتُسبب اضطرابها، ومنها:[١١]

  • تجنّب التعرّض للكثير من الضوء الأزرق في الليل، كذلك المُنبعث من الهواتف المحمولة أو شاشات الكمبيوتر؛ إذ يُسبب الضوء الأزرق تعطيل دورة النوم كون الجسم يستجيب له كما لو كان ضوء النهار، ويضبط الهرمونات استجابة لذلك.
  • تجنّب الإفراط في تناول الطعام؛ إذ يُسبب ذلك مشاكل في التمثيل الغذائي على المدى الطويل، كما أن الإفراط في تناول الطعام على المدى القصير يؤدي إلى تغيير مستويات الدهون في الدم، ويزيد من الإجهاد التأكسدي.


اقرأ أيضاً: أهم الوصفات الطبيعية لتأخير الدورة الشهرية.


عِلاجات دوائيّة ومُكمّلات غذائيّة بسيطة

يمكن أن يُساعد تناول المغنيسيوم كأحد الخيارات العلاجية التي لا تستلزم وصفة طبية على إرخاء العضلات؛ إذ يشتهر هذا المعدن بدوره في تقليل التوتر وتعزيز النوم بشكلٍ أفضل، إضافةً إلى أنه مفيد في تخفيف متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، وتقلصات الدورة الشهرية أيضًا، وأفادت دراسة أجرتها جامعة إدنبرة في عام 2015 أن المغنيسيوم يساعد على تنظيم ساعات الجسم، مما يعمل على استقرار إفراز الهرمونات طوال النهار والليل.[٥]




تنويه: يُمكن لبعض الأدوية أن تؤثر في توازن الهرمونات، مثل أدوية الكورتيكوستيرويد (Corticosteroid)، لذا يُنصح بمناقشة الطبيب حول الآثار الجانبية لها، والبحث عن البدائل الطبيعية كلما أمكن ذلك.




الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب

قد تحتاج بعض الاختلالات الهرمونية إلى تدخلٍ طبي، ويوصى بمراجعة الطبيب دائمًا إذا عانت المصابة من أي أعراض غير طبيعية، أو إذا كانت تعتقد أن هناك خلل في توازن الهرمونات، وأعراض لا تستجيب لتغييرات النظام الغذائي ونمط الحياة، ويُساعد الطبيب في هذه الحالات على استبعاد الأسباب الأخرى التي قد تتداخل مع الاختلالات الهرمونية، وتشمل الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب ما يلي:[٥]

  • آلام وتقلّصات مُزعجة قبل الدّورة الشهّريّة.
  • دورات شهرية غير منتظمة.
  • عدم القُدرة على الحمل.
  • فقدان الوزن أو زيادته.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • الاكتئاب والقلق.
  • الشعور بالتعب.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • جفاف المهبل.
  • الهبات الساخنة أو التعرق الليلي.


المراجع

  1. Jennifer Huizen (17/6/2020), "What to know about hormonal imbalances", medicalnewstoday, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Tamika Woods (23/2/2020), "The Complete Guide To Balancing Your Hormones Naturally", nourishednaturalhealth, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Shaheen Naser (6/8/2021), "6 Natural Remedies To Balance Your Hormones Causes, Symptoms, And Prevention Tips", stylecraze, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  4. Gauri Anand (27/6/2021), "These 9 dietician recommended foods will help you combat hormonal imbalance", healthshots, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Balance your hormones in seven natural steps", Holland & Barrett, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  6. Franziska Spritzler (15/5/2017), "12 Natural Ways to Balance Your Hormones", healthline, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  7. Cecilia Snyder (23/6/2021), "5 Impressive Herbs That Help Balance Your Hormones", healthline, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  8. "Natural Ways to Balance Hormones", Sunny Bridge Natural Foods & Cafe, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  9. Donna Sergi (23/11/2020), "The Best Food for Hormonal Imbalance: 9 Wise Diet Choices", HealthierU Nutrition and Chiropractic, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  10. Josh Axe (30/3/2021), "6 Steps to Balance Hormones Naturally", draxe, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  11. ^ أ ب Jon Johnson (20/5/2021), "How can I balance my hormones?", medicalnewstoday, Retrieved 27/9/2021. Edited.