يجب أن تؤخذ لدغات الأفاعي على محمل الجد دائمًا، وبالرغم من أنّ النسبة العظمى من لدغات الأفاعي هي من أنواعٍ غير سامّة، إلا أنه من الصعب جدًا معرفة الأنواع السامة من غيرها، وبشكلٍ عام يُعتبر من الضروري معرفة كيفية التعامل السليم مع لدغة الأفعى، وسنتحدث في هذا المقال حول تفاصيل الإسعافات الأولية للدغة الأفعى.[١][٢]

الإسعافات الأولية للدغة الأفعى

يجب التنبيه على أنّه ينبغي التعامل مع جميع لدغات الأفعى كحالة طبية طارئة تستدعي المتابعة والعلاج الفوري، ولذلك يجب الاتصال بالطوارئ على الفور والقيام بالإسعافات الأولية والتي يمكن تطبيقها من قبل نفس الشخص الذي تعرض للدغة أو من قبل أيّ شخص موجود بالقرب منه، وتشمل هذه الإسعافات الأولية ما يأتي:[٣][١]

  • الابتعاد على الفور عن المنطقة التي تم التعرض فيها للدغة الأفعى، وفي حال كانت الأفعى ما تزال متصلة بجسد المُصاب فيجب استخدام عصا أو أيّ أداة لإزالتها،[٤] مع تجنب محاولة التقاط أو قتل الأفعى فقد يتسبب ذلك بحدوث لدغة مرةً ثانية.[٥]
  • خلع أيّ قطعة إكسسوارات؛ كالخواتم، والأساور، أو ما شابه، أو الملابس الضيقة المُحيطة بموضِع اللدغة، وذلك تجنباً للأذى الذي قد تسببه لاحقاً في حال انتفاخ منطقة الإصابة.[٤][٦]
  • تغطية مكان اللدغة بضمادة جافة ونظيفة.[٢]
  • استخدام الضمادات الضاغطة بحيث يتم لفها حول مكان اللدغة في حال توفرها، ويجب أن تكون الضمادة مشدودة بشكل لا يمكن فيه للإصبع المرور بسهولة بين الجلد والضمادة دون الضغط بقوة كبيرة على الشرايين، بحيث يلي ذلك لفّ ضمادة مرنة، أو ضمادة من الملابس أو قماش ثقيل حول الطرف بأكمله؛ بدءًا من الإصبع وصعوداً وذلك لضمان إيقاف حركة الطرف بأكمله بحيث يتم صنع ما يشبه الجبيرة، ومن الجيد وضع علامة تدلّ على مكان اللدغة فوق الجبيرة باستخدام قلم حبر إن أمكن، وإذا كان من غير الممكن استخدام هذه الضمادات كالحالات التي يكون فيها الشخص قد تعرض للدغة الأفعى في منطقة الجذع أو البطن فمن الجيد الضغط بشكلٍ ثابت ومستمر،[١][٣] ومن المهم عدم استخدام عصابة الشرايين (بالإنجليزية: Arterial tourniquet) الضيقة على الإطلاق.[٤]
  • محاولة الحفاظ على الهدوء وعدم تحريك مكان الإصابة قدر الإمكان، إلى جانب محاولة تغيير وضعية الجسم بحيث يكون موضِع الإصابة بنفس مستوى القلب أو أقل منه قليلاً، ويكون ذلك بهدف تقليل انتشار السمّ داخل الجسم إن وجد،[٥][٦] مع محاولة نقل المصاب فورًا إلى أقرب مكان يقدم الرعاية الطبية العاجلة.[٤]
  • تغيير وضعية الجسم إلى وضع الإفاقة (بالإنجليزية: Recovery position)؛ أيْ الاستلقاء على الجنب الأيسر، نظراً لاحتمالية تقيؤ المُصاب.[٤]
  • تجنّب غسل مكان اللدغة؛ فقد يساعد ما تبقّى من السم على السطح إن وُجد في تحديد نوع الأفعى، وبالتالي تحديد مضادّ السمّية اللازم استخدامه لاحقًا في قسم الطوارئ.[٣]
  • تجنّب محاولة شفط السّم، أو إحداث شق مكان اللدغة، أو وضع الثلج عليه، فإلى جانب عدم فعالية هذه الطرق وتسبّبها في تأخير نقل المُصاب إلى قسم الطوارئ، فقد تؤدّي إلى حدوث عدوى، أو زيادة شدة النزيف من موضِع اللدغة، أو تسريع امتصاص السم داخل جسم المُصاب، هذا إلى جانب أنّ الشفط قد يُعرض الشخص المُسعِف إلى احتمالية دخول السمّ داخل فمه.[٥][١]
  • محاولة تذكر لون وشكل الأفعى لوصفها لاحقاً لمقدّم الرعاية الصحية للمساعدة في العلاج، مع محاولة التقاط صورة لها دون أن يسبّب ذلك تأخر الحصول على المساعدة، وعنج القيام بذلك فإنّه يجب أن يتم على مسافة آمنة.[٦]
  • الانتباه للساعة لمعرفة وقت حدوث اللدغة ليتسنى للطبيب معرفة كم مرّ من الوقت منذ حدوث اللدغة عند تعامله مع الحالة.[٥]
  • مراقبة تنفس المُصاب من قِبل الشخص المُسعِف، والاستعداد للقيام بالإنعاش إن لزم الأمر،[٤] إذْ لا بدّ من القيام به عند ملاحظة توقف تنفس ونبض المصاب، وبشكلٍ عام يتضمّن الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) القيام ب30 ضغطة على الصدر يليها تحفيز تنفس المُصاب بعد التأكد من فتح مجرى التنفس إلى حين استعادة المصاب وعيه أو وصول المساعدة الطبية المتخصصة.[٧][٨]
  • تجنّب تناول أيّ مسكنات قد تزيد من ميوعة الدّم؛ مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)،[٥] ومن الممكن تناول الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) لتخفيف الألم إن لزم الأمر.[٤]
  • تجنّب شرب القهوة أو الكحول واللذين قد يزيدان من امتصاص الجسم للسّم.[٦]


للمزيد عن إسعاف اللدغات واللسعات، انقر هنا.


العلاج الطبي

يجب التنبيه على أنّ جميع الإسعافات الأولية سابقة الذكر ما هي إلا تدابير احترازية تساعد على إنقاذ حياة المُصاب، ولكن العلاج النهائي للدغات الأفاعي السامة تحديداً هو مضادّ السموم الذي يوفره قسم الطوارئ،[٢] وعند وصول مصاب تعرّض للدغة أفعى إلى قسم الطوارئ، يتم التعامل معه كما يلي:[١]

  • تقييم حالة مجرى الهواء والتنفس وحالة الدورة الدموية والوعي لدى المُصاب من أجل معرفة مدى حاجته للإنعاش من عدمها.[١]
  • إعطاء الأكسجين والمحلول الملحي (بالإنجليزية: Normal saline)، يليها أخذ المعلومات من المُصاب وإجراء الفحص السريري له، ومن الضروري أثناء الفحص الأولي إثبات أن المُصاب قد تعرضت للدغة أفعى وليس نوع آخر من الحيوانات أو الحشرات، ويتم ذلك من خلال الكشف عن آثار الأنياب وعلامات التسمم الموضعي.[١]
  • أخذ معلومات حول اللدغة التي تعرض لها الشخص، ويتضمن ذلك مدى شدّة اللدغة، ونوع الأفعى إن أمكن التعرف عليها، بالإضافة إلى بعض المعلومات المتعلقة بالسيرة المرضية للمُصاب، وتشمل السؤال عن آخر جرعة كزاز، ووجود حساسية لدى الشخص، وأيّة أمراض مزمنة قد يعاني منها، أو أدوية يستخدمها باستمرار،[١] وتكمن أهمية المعلومات التي يجمعها الطبيب في تحديد العلاج المناسب للحالة على وجه الخصوص؛ أيْ مضادّ السمية المناسبة إن لزم الأمر استخدامه، والذي قد يختلف باختلاف نوع الأفعى وشدّة الأعراض الظاهرة على المُصاب.[٩]
  • فحص مكان اللدغة بعناية، وذلك بهدف الكشف عن وجود أي انتفاخ أو نزيف، وفي حال كانت اللدغة في أحد الأطراف، فيتم قياس محيط مكان اللدغة كل 15 دقيقة، وذلك لمراقبة تطور الانتفاخ.[١]
  • تنظيف مكان اللدغة ومراقبة المصاب للتأكدّ من عدم احتمالية تعرضه لمخاطر أخرى، ومن المحتمل أيضاً القيام بسحب عينة من الدّم من أجل اختبار أي مشاكل تخثّر ناجمة عن السمّ.[٥]
  • إعطاء المصاب مسكنات للألم ومضادات حيوية إذا دعت الحاجة لذلك.[٩]


صدمة الحساسية

يعاني بعض الأشخاص في حالاتٍ معينة من ردّ فعل تحسسيّ شديد نتيجة لدغة الأفعى، ويمكن خلالها أن يتفاعل كامل الجسم مع اللدغة في غضون دقائق؛ مما قد يؤدّي إلى حدوث ما يُعرف بصدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylactic shock) أو الحساسية المفرطة، وتشمل أعراضها: صعوبة في التنفس والكلام، مع انتفاخ اللسان والحلق، وغيرها من الأعراض، ومن الجدير بالذكر أنّ صدمة الحساسية خطيرة للغاية، ويجب التعامل معها بشكل طارئ من قبل المختصين، ويشمل العلاج حقن المُصاب بالأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline).[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Syed Moied Ahmed, Mohib Ahmed, Abu Nadeem, and others (2008)، "Emergency treatment of a snake bite: Pearls from literature"، Journal of emergencies, trauma, and shock، Issue 1، Folder 2، Page 97-105. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Snake Bites"، my.clevelandclinic.org، 2-6-2020، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Snake bites", www.healthdirect.gov.au, 9-2020, Retrieved 15-5-2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Control of Neglected Tropical Diseases", www.who.int, Retrieved 15-5-2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "How to Survive Snake Season, Even if You Get Bitten", www.webmd.com, 25-5-2017, Retrieved 15-5-2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Snakebites: First aid", www.mayoclinic.org, 16-6-2020, Retrieved 16-5-2021. Edited.
  7. "Cardiopulmonary resuscitation (CPR): First aid", www.mayoclinic.org, 1-5-2021, Retrieved 17-5-2021. Edited.
  8. Adam Felman (26-6-2018), "First aid, the recovery position, and CPR", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-5-2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Snake Bites", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 17-6-2021. Edited.