لا تشكّل معظم لدغات العناكب خطرًا على الإنسان، فالعديد من اللدغات المنسوبة إلى العناكب قد تسببّها الحشرات الأخرى، وبالرّغم من ذلك يوجد عددٌ قليل من أنواع العناكب التي تمتلك أنيابًا طويلة بما يكفي لاختراق الجلد البشري، وإطلاق السموم القوية التي يمكن أن تؤذيه،[١] وعادةً ما تكون لدغات العنكبوت مشابهةً إلى حدٍّ كبير لدغات الحشرات الأخرى، فقد يكون من الصّعب تمييز لدغة العنكبوت من خلال الأعراض فقط.[٢]


علاج لدغات العنكبوت


الإسعافات الأولية

تعتمد الإسعافات الأولية للدغات العنكبوت عادةً على نوع العنكبوت، وذلك على النحو الآتي:


الإسعافات الأولية للدغات العنكبوت الناسك البني

بدايةً يجدر التنويه إلى على عدم الاعتماد على هذه التدابير المنزلية دون استشارة الطبيب، وتتمثّل هذه التدابير بما يلي:

  • هدّئ من قلق المصاب.[٣]
  • اغسل المنطقة جيدًا بالماء البارد والصابون المعتدل.[٤]
  • ضع الثلج الملفوف بقطعة قماش على مكان اللدغة لتقليل الألم والانتفاخ والتورّم الحاصل، واحذر من وضعه على الجلد بشكلٍ مباشر.[٤]
  • ارفع المنطقة المُصابة فوق مستوى القلب ما أمكن لتقليل التورّم.[٤]
  • احرص على منع المُصاب من القيام بأيّ نشاطٍ شاق، وذلك تجنّبًا لنشر سم العنكبوت في الجلد.[٤]
  • تناول مسكنات الآلام المتاحة دون وصفة طبية، مثل: الأسيتامينوفين (بالإنجليزيّة: Acetaminophen)، كالبانادول (بالإنجليزيّة: Panadol).[٤]
  • تجنّب القيام بأي من الأمور التالية:[٤]
  • شفط أو إزالة السمّ الناجم عن لدغة العنكبوت، أو قطع الأنسجة المُصابة.
  • تطبيق حرارة على المنطقة، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع تلف الأنسجة.
  • وضع أيّ كريم يحتوي على الكورتيزون.
  • شد رباط على الطرف المصاب.


الإسعافات الأولية للدغات عناكب الأرملة السوداء

إذا كنت تشك في تعرض طفلك للدغ من قِبل عناكب الأرملة السوداء، فقم بالإسراع إلى الطوارئ على الفور، إذ يُمكن أن تكون هذه اللدغات قاتلةً بالنسبة للأطفال الصغار، كما يُمكن تجربة هذه النصائح لتخفيف الأعراض ومنع الإصابة بالعدوى:[٥]

  • اغسل المنطقة بالماء والصابون.
  • ضع كمّادةً مبللة بالماء البارد أو كيس ثلجٍ ملفوف بقطعةٍ قماشية على المنطقة المُصابة.
  • استخدم مسكنات الآلام المتاحة دون وصفة طبية، مثل: الأسيتامينوفين أو المعروف بالبنادول (بالإنجليزيّة: Panadol).
  • رفع المنطقة المُصابة إن أمكن، وذلك لمنع حدوث التورّم والانتفاخ.
  • ضع كريم أو غسول مضاد حيوي على مكان اللدغة.


علاج رد الفعل التحسسي الشديد

يعاني بعض الأشخاص أحيانًا من رد فعل تحسسي شديد نتيجة تعرّضهم للدغة العنكبوت، بحيث عدةً ما تظهر أعراض رد الفعل التحسسي في غضون دقائق، مما قد يؤدي إلى الإصابة بصدمة الحساسية (بالإنجليزيّة: Anaphylactic shock)، أو ما تُعرف بالحساسيّة المُفرطة وهي حالة خطيرة للغاية ويمكن أن تكون مهدّدة للحياة، وتتطلّب الرعاية الطبية الفورية،[٦] لذلك ينبغي اتباع الإجراءات التالية في حال ظهور أعراض رد الفعل التحسسي الشديد:

  • ينبغي الاتصال على الطوارئ أو طلب المساعدة الطبية الطارئة.[٧]
  • استخدم مُحقن الأدرينالين الذاتيّ (بالإنجليزيّة: Adrenaline)، أو كما يُعرف بالإبينيفرين (بالإنجليزية: Epinephrine)‏ في حال توفره،[٧] عن طريق حقنه في العضلة الخارجية العلوية للفخذ.[٨]
  • ساعد الشخص على الاستلقاء وارفع ساقيه.[٧]
  • افحص نبض الشخص وتنفسه، وقم بتطبيق الإنعاش القلبي أو أيّ إجراءات أخرى للإسعافات الأولية عند الضرورة.[٧]


اقرأ أيضاً: الإسعاف الأولي للسعات النحل الشديدة.


العلاج الطبّي

كما ذكرنا سابقاً لا تُشكّل مُعظم العناكب خطراً على الإنسان إلّا في بعض الأنواع، كعنكبوت الأرملة السوداء (بالإنجليزيّة: Black widow spiders)، والتي تمتلك عادةً سمّاً عصبيّاً قويّاً، وعنكبوت الناسك البني (بالإنجليزيّة: Brown Recluse Spider) التي يُفسد سمَها الأنسجة وقد يُشكّل حفرةً غائرة فيها.[٩]


علاج لدغات العنكبوت الناسك البني

لا يوجد مضاد للسم أو ترياق للدغات العنكبوت الناسك البني، ولكن عادةً ما يُركّز العلاج على تخفيف الأعراض والوقاية من العدوى، بحيثُ تتضمن علاجات لدغات العنكبوت الناسك البني ما يلي:[١٠]

  • المضادات الحيوية، والتي يمكن أن تكون عن طريق الفم أو في الوريد، وذلك بهدف علاج العدوى البكتيرية أو الوقاية منها.
  • مضادات الهيستامين لتقليل الانتفاخ وتخفيف الحكة.
  • إجراء جراحة تُعرَف باسم الإِنضار (بالإنجليزيّة: Debridement)، والتي تتمثّل بإزالة الأنسجة الميتة أو التالفة أو المصابة والسماح للأنسجة السليمة بالنمو.
  • إعطاء مطعوم الكزاز (بالإنجليزيّة: Tetanus vaccine).


علاج لدغات عناكب الأرملة السوداء

عادةً ما يقوم الأطباء بإعطاء مضادات السموم في حال التعرّض إلى لدغات عناكب الأرملة السوداء، وكان الشخص يُعاني من مشاكل في التنفس أو ارتفاعٍ في ضغط الدم أو إذا كانت المرأة حامل، أمّا بالنسبة للمرضى الآخرين الذين يعانون من لدغات عنكبوت الأرملة السوداء، فعادةً ما يتضمن العلاج على التالي:[١٠]

تناول مكمّلات الكالسيوم، لتسكين آلام العضلات.

  • أدوية لخفض ضغط الدم المرتفع.
  • مرخيات العضلات، لعلاج تشنّجات العضلات.
  • الأدوية المسكّنة لعلاج الألم الشّديد، مثل: البنزوديازيبينات (بالإنجليزيّة: Benzodiazepines)، والأفيونات (بالإنجليزية: Opioids).
  • مسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفةً طبية لتسكين الألم الخفيف، مثل: أسيتامينوفين (بالإنجليزيّة: Acetaminophen)، كالبانادول (Panadol)، أو إيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، كالأدفيل (Advil).


كيف أعرف أنّي مُصابٌ بأعراض الحساسيّة الناجمة عن لدغة العنكبوت؟

الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن لدغة العنكبوت هي رؤية العنكبوت أثناء قيامه باللدغ، خلاف ذلك، قد لا يتمكن الأطباء من التمييز بين لدغة العنكبوت وبين لدغة من حشرة أخرى.[١١] وبشكلٍ عام تعتمد أعراض لدغة العناكب السامّة على نوع العنكبوت، ولكنها قد تتضمن في المُجمَل ما يلي:[١٢][١٣]

  • الاحمرار والحكة.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • التعرّق.
  • اتساع حدقة العين.
  • تشنجات عضلية لا يمكن السيطرة عليها.
  • فقدان الوعي.
  • ألم حاد أو حدوث انتفاخ في مكان اللدغة.
  • ألم ينتشر في الظهر أو البطن أو الصدر.
  • تقلصات أو آلام شديدة في المعدة، وهي أكثر شيوعًا مع لدغات عنكبوت الأرملة السوداء.
  • الحمّى.
  • القشعريرة.
  • الشعور بالألم في جميع أجزاء الجسم.
  • الضّعف.
  • صداع الرأس.
  • تشكّل قرحة عميقة في مكان اللدغة، وقد يتحول لون الجلد في المنتصف إلى اللون الأرجواني، وتُعد هذه أحد أعراض لدغات العنكبوت الناسك البني.


بينما تتضمن علامات وأعراض الحساسية المفرطة، والتي تتطلّب الرعاية الطبية الفورية:[١٤][١٥]

  • حساسية مثيرة للحكة.
  • خفقان القلب.
  • ألم في صدر.
  • الضعف.
  • الدوار والارتباك.
  • الغثيان والإسهال وتقلّصات المعدة.
  • نتوءات مرتفعة وحمراء ومثيرة للحكّة تسمى الشرّى واحمرار الجلد، وغالبًا ما تحدث هذه الأعراض مع أعراضٍ أخرى لرد فعل شديد.
  • الصدمة، وتحدث عادةً في حال لم يتمكن الجهاز الدوري من إيصال الدم بكميات كافيّة إلى الأعضاء الحيوية.
  • السعال، أو الأزيز، أو صعوبة في التنفس أو الشعور بالامتلاء في الفم أو الحلق.
  • انتفاخ الشفتين، واللسان، والأذنين، والجفون، وراحة اليدين، وباطن القدمين، والأغشية المخاطية.


للمزيد عن علاج اللسعات واللدغات، انقر هنا.

المراجع

  1. "Spider bites", mayoclinic, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  2. "Spider Bites: What You Need to Know", webmd, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  3. "Home and natural remedies for spider bites", medicalnewstoday, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "How to Treat Brown Recluse Spider Bites", emedicinehealth, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  5. "Black Widow Spider Bite", webmd, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  6. "Spider bites", healthdirect, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Anaphylaxis", mayoclinic, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  8. "Anaphylaxis and Severe Allergic Reaction", allergyuk, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  9. "Spider Bites", merckmanuals, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Spider Bite", healthgrades, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  11. "When Should You Go To the Doctor for a Spider Bite?", medicinenet, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  12. "Spiders", betterhealth, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  13. "Spider Bites: What You Should Know", webmd, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  14. "How to Treat Insect Bites and Spider Stings", verywellhealth, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  15. "Insect Bites and Stings and Spider Bites", healthy.kaiserpermanente, Retrieved 29/5/2021. Edited.