الزئبق (بالإنجليزية: Mercury) هو معدن طبيعي ثقيل وشديد السمية للإنسان يوجد بكميات ضئيلة في عدد من المنتجات المستخدمة، حيث يُعد التعرض لهذه الكميات الضئيلة عادةً آمنًا، إلا أنّ التعرض للكثير من الزئبق سواءً من خلال النظام الغذائي أو البيئة إلى حدوث تسمم بالزئبق، والذي قد يؤدي إلى أعراضًا شديدة ويعرض الجسم للخطر.[١]
الإسعاف الأولي للتسمم بالزئبق وكيفية التعامل معه
عند التعرض للزئبق وحدوث التسمم به الاتصال فورًا بالطوارئ ومركز مكافحة السموم في المنطقة للحصول على المساعدة والتعليمات الواجب اتباعها للتعامل مع هذه الحالة، وذلك بعد تزويدهم بالمعلومات اللازمة، مثل المادة التي تعرض لها المريض، وكمية ووقت ابتلاعها أو ملامستها، والعمر، والوزن، والحالة الصحية العامة للشخص المصاب، ويمكن اتباع النصائح الآتية من أجل إسعاف المصاب:[٢][٣]
- قبل محاولة إنقاذ المصاب، يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المُسعف؛ مثل ارتداء معدات الحماية المناسبة كالقفازات.
- نقل الشخص المصاب بحذر فورًا من منطقة التعرض للزئبق إلى الهواء النقي.
- التأكد من وجود النبض ومن أن المصاب يتنفس، وأن مجرى التنفس محمي ومفتوح.
- تجنُّب تسبب التقيؤ للمصاب ما لم يتم طلب ذلك من قبل أخصائي الرعاية الصحية.
في حال استنشاق الزئبق، يمكن اتباع الإجراءات الآتية:
- نقل المصاب إلى الهواء النقي.
- عدم السماح للمصاب بالتحرك دون داعٍ.
- نقل المريض إلى المستشفى، لأن العلاج مطلوب بشكل عاجل في هذه الحالة، فقد يصبح التنفس صعبًا ويحتاج إلى الأكسجين أو التنفس الاصطناعي، وكما قد يحتاج المصاب لإجراء إنعاش قلبي رئوي أو غيرها من الإجراءات في حال توقف القلب.
في حال ملامسة الزئبق للجلد، يجب تجنب الاتصال المباشر مع المكان الملوث بالزئبق واتباع الإجراءات الآتية:
- خلع الملابس الملوثة بسرعة عن جسم المصاب.
- مسح الكيماويات الزائدة بسرعة وبلطف.
- غسل المنطقة التي تعرضت للزئبق برفق بالماء الفاتر والصابون لمدة 5 دقائق.
- تنظيف الملابس، والأحذية، والمنتجات الجلدية تمامًا قبل إعادة استخدامها أو التخلص منها بشكل آمن.
في حال ملامسة الزئبق للعين، يجب تجنب الاتصال المباشر واتباع الإجراءات الآتية:
- إزالة المواد الكيميائية عن وجه المصاب بسرعة وبلطف.
- غسل العين الملوثة فورًا برفق بالماء الفاتر المتدفق لمدة 5 دقائق، مع إبقاء الجفن مفتوحًا.
- استشارة الطبيب إذا استمر التهيج أو الألم.
في حال ابتلاع الزئبق، يجب طلب العناية الطبية على الفور واتباع الإجراءات الآتية:[٤]
- أخرج المريض أو الضحية على الفور من مكان التعرض للزئبق إن أمكن.
- التأكد من أن المجرى التنفسي عند المريض مفتوح.
- لا تحاول أن تحفز التقيؤ عند المريض.
- لا تحاول إعطاء المريض الفحم المنشط.
في حال تقيؤ المريض، من الضروري الانتباه إلى أنّ القيء يحتوي على عنصر الزئبق الذي يمكن أن يلوث سيارة النقل، لذلك يمكن تجهيز جهاز شفط، وتحضير عدة مناشف وأكياس بلاستيكية مزدوجة الإغلاق لتنظيف وعزل القيء بسرعة، ويجب استخدام مجموعة أدوات تنظيف خاصة لتطهير مركبة النقل، والحذر من استخدام المكانس الكهربائية العادية؛ كونها قد تزيد من انتشار الزئبق في الهواء.
علامات وأعراض التسمم بالزئبق
يمكن أن ينتج التسمم عن طريق استنشاق بخار الزئبق، أو ابتلاع الزئبق، أو حقن الزئبق، أو امتصاص الزئبق عبر الجلد، ويؤثر هذا التسمم بشكلٍ شائع على الجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، والجهاز البولي،[٥] وبشكلٍ عام تظهر الأعراض خلال ساعات قليلة من التعرض للزئبق، وفي ما يأتي أعراض التعرض للزئبق وفقًا لطريقة التعرض للزئبق:[٤]
- تعرض العيون للزئبق: تهيج العيون.
- ابتلاع الزئبق: لا يؤدي ابتلاع الزئبق عادة إلى حدوث سمية في كامل الجسم، بل تظهر آثاره على الجهاز الهضمي، وتشمل ما يأتي:
- آلام وتشنجات في البطن.
- الشعور بطعم معدني.
- الغثيان والاستفراغ.
- صعوبة في البلع.
- سيلان اللعاب.
- الإسهال.
- ملامسة الجلد للزئبق: لا يؤدي تلامس الزئبق مع الجلد عادة إلى حدوث سمية بكامل الجسم، فمن النادر حدوث تفاعلات جلدية مرتبطة بملامسة الجلد لسائل أو بخار الزئبق، ولكن من الممكن حدوث طفح جلدي أو التهاب الجلد التماسي (بالإنجليزية: Contact dermatitis).
- استنشاق الزئبق: قد يؤدي التعرض المفاجئ لمستويات عالية من بخار الزئبق واستنشاقه، إلى الأعراض والعلامات الآتية:
- التهاب رئوي كيميائي.
- صعوبة التنفس أو ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر.
- سعال جاف.
- قد تتحسن التأثيرات، أو تتفاقم، مما قد يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين التي تسمى بالوذمة الرئوية وفشل الجهاز التنفسي.
- قد تسبب السمية الحادة أيضًا تلفًا في الكلى قد يكون شديدًا أحيانًا ويؤدي إلى فشل كلوي، وعدم انتظام دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم.
آثار الزئبق في الجهاز العصبي
قد تتفاقم آثار التسمم بالزئبق لتؤثر في الجهاز العصبي المركزي، وهي من الأعراض الشائعة، وتشمل ما يأتي:[٤][١]
- الصداع.
- الشعور بالضعف.
- تغيرات في الرؤية.
- العصبية أو القلق.
- التهيج أو تغيرات المزاج.
- الشعور بالخدر.
- مشاكل في الذاكرة.
- الشعور بالاكتئاب.
- ارتعاش الجسد.
كيف يمكن علاج التسمم بالزئبق؟
تعتمد الطريقة التي يتم بها علاج الشخص الذي قد تعرض للتسمم على:[٦]
- الأعراض عند المصاب.
- عمر المصاب.
- إمكانية معرفة نوع وكمية المادة التي تسببت في التسمم.
وإذا اشتبه في حدوث تسمم بالزئبق لدى الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة، فمن المرجح أن يعالجهم الطبيب بالاستخلاب، بغض النظر عن شكل الزئبق الذي تسبب في التسمم، ويتكون العلاج بالاستخلاب من مركبات يتم إدخالها إلى مجرى الدم وترتبط بالزئبق بحيث يمكن للجسم التخلص منه.[٧]
كيفية تقليل تعرض الإنسان للزئبق
هناك عدة طرق لتقليل تعرض الإنسان للزئبق ومنع الآثار الجانبية الناتجة عن زيادة التعرض له، ويتضمن ذلك:[٧]
- تعزيز استخدام بدائل الطاقة النظيفة.
- وقف استخدام الزئبق في تعدين الذهب.
- القضاء على تعدين الزئبق والتخلص التدريجي من المنتجات غير الأساسية المحتوية على الزئبق.
- التقليل من التعرض للزئبق من الأسماك.
اقرأ أيضاً: شرب الكلور الإسعاف الأولي وكيفية التعامل.
المراجع
- ^ أ ب "Mercury poisoning: Symptoms and treatment", medicalnewstoday , Retrieved 11/5/2021. Edited.
- ↑ "First Aid for Mercury Poisoning", dovemed.com/, Retrieved 11/5/2021. Edited.
- ↑ "Mercury", ccohs.ca/ , Retrieved 11/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "MERCURY (ELEMENTAL) : Lung Damaging Agent", cdc.gov, Retrieved 11/5/2021. Edited.
- ↑ " Mercury Toxicity", https://emedicine.medscape.com/ , Retrieved 11/5/2021. Edited.
- ↑ "Poisoning: First aid", www.mayoclinic.org, Retrieved 10/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Mercury exposure and poisoning", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 6/6/2021. Edited.